وأما برما فتسودها الغابات التي تتنوع بين غابات التاكة النفضية في برما الشرقية والسفلى بين غابات المنطقة المعتدلة الدفيئة على السفوح الجبلية المرتفعة "شبيهة بغابات الإقليم الصيني" وكذلك تتأثر الصين الهندية بالنظام الموسمي تأثرًا كبيرًا فتشغل معظم سيام وكمبوديا غابات التاكة والسافانا والأحراش وتغطي الغابات الكثيفة الجبال في شمالها وغربها، وتسود التاكه أيضًا في السفوح الدنيا، وأما في السفوح العليا فتسود غابات المنطقة المعتدلة الدفيئة "شبيهة بغابات الإقليم الصيني". ثم توجد الغابات الكثيفة الشبيهة بالاستوائية في المناطق المنخفضة في كوشن تشينا Cochoin China ولكن جزءًا كبيرًا منها أزيل لاستخدام الأرض في الزراعة. وأما شبه جزيرة الملايو فتقع في الإقليم الاستوائي وتشغلها الغابات الاستوائية وكذلك أرخبيل الملايو تقوم به الغابات الاستوائية الدائمة الخضرة على السفوح الجنوبية والشرقية والسهول المعرضة للأمطار الاستوائية الغزيرة، وأما السفوح الشمالية والغربية فتتعرض لفصل جاف ولذلك يتراوح نباتها بين الغابات النفضية التي من أهم أشجارها التاكه وبين السفانا التي تتخللها الأشجار، ثم على السفوح العليا تقوم الأشجار الدائمة الخضرة، وأخيرًا على القمم لا نجد إلا العشب.
وأما في الصين فإنها لفرط ما استغلت في الزراعة لم يبق من نباتها الطبيعي إلا النذر اليسير. وتعتبر سلسلة تسينلنج شان -التي تسير من الغرب إلى الشرق- وكذا مرتفعات شمال اليانجتس فاصلًا طبيعيًّا بين نوعين من المناخ والنبات الطبيعي ففي شمال هذا الفاصل يقاسي الإقليم من التغيرات في الحرارة ومن الشتاء الجاف القارس البرد، ولذلك كان نباته من النوع الذي يزدهر في فصل الصيف. وأما في جنوب هذا فنجد المناخ يتحول إلى الظروف المعتدلة الدفيئة مع الرطوبة الدائمة ولذلك نجد السفوح الجنوبية لجبال تسينلنج تغطي بعضها الغابات الكثيفة، وقد أصبح هذا الفاصل بين النبات الطبيعي فاصلًا بين النبات المزروع أيضًا ففي الشمال يزرع الشعير والذرة بنوعيها والقمح والقطن والتبغ والعنب، وقد ساعد على ذلك التربة الصفراء الغنية التي تلائم الزراعة الكثيفة وتمكن من تكاثف السكان