ثالثًا: تشغل الجهات المتمتعة بالنظام الموسمي مساحة كبيرة من هذه القارة في جنوبها وجنوبها الشرقي وشرقها في الهند وبرما والصين الهندية وأرخبيل الملايو والصين وعاموريا واليابان.
فأما في الهند فتهب الموسمية الجنوبية الغربية على الحافة الغربية لهضبة الدكن فتسقط أمطارًا غزيرة تقوم بسببها غابات كثيفة من النوع الاستوائي على ساحل مالابار, وكذلك تقوم مثل هذه الغابات في جنوب سيلان, وأما على الساحل الشرقي "ساحل كروماندل" وشمال سيلان فيسقط مطر أقل، ومن أجل هذا كانت الغابات مختلفة في نوعها وفي كثافتها فهي عبارة عن أشجار دائمة الخضرة على مسافات متباعدة. وأما وسط هضبة الدكن فيقع في ظل المطر، أي إنه قليل المطر فإذا أضفنا إلى هذا التربة التي لا تحتفظ بالرطوبة لعرفنا السبب في وجود أجزاء قاحلة في هذه الهضبة إلى جانب أجزاء يغطيها العشب وأخرى تغطيها الغابات النفضية وغابات التاكة. وإلى الشمال من هضبة الدكن نجد سهول السند والجانج، وتتدرج حالة الرطوبة في هذه السهول من الرطوبة الغزيرة في الشرق إلى الجفاف الشديد في الغرب حيث صحراء ثار، وتتبع سهول السند الصحراء الحارة التي تشمل أيضًا شبه جزيرة العرب والعراق، ولولا ما يأتي به نهر السند من مياه منحدرة إليه من جبال الهملايا لكانت سهوله عبارة عن صحراء حقيقية. وأما سهول الجانج فعلى النقيض من ذلك يصيبه مطر موسمي غزير وتأتيه مياه وفيرة من الأنهار التي تنبع من الهملايا أيضًا. ثم إذا تركنا السهول وانتقلنا إلى الهملايا في شمالها نجد الحياة النباتية تتدرج على سفوحها فتوجد النباتات المدارية إلى ارتفاع 5.000 قدم. ويكون القسم الغربي من هذه السفوح جافًّا وقسمها الشرقي رطبًا، ولذلك نجد الركن الشمالي الشرقي من الهند وسفوح الهملايا الدنيا في هذا الركن ثم غرب برما تسودها ظروف ملائمة لنمو الغابات الكثيفة من النوع الاستوائي. ثم على السفوح الوسطى للهملايا يوجد نطاق الأشجار الدائمة الخضرة يعلوه نطاق الغابات النفضية إلى ارتفاع 3500 متر بعد هذا الارتفاع يوجد نطاق الحشائش الألبية ويستمر حتى 4500 متر.