الرياح الممطرة -تكون كثيرة الأشجار، وأما سفوحها الداخلية أي الواقعة في ظل المطر فأشجارها قليلة أو معدومة- وأجزاء السلاسل التي تمتد في الصحراء مثل ألتاي وتيان شان خالية من الغابات وحتى مراعيها الألبية "الحشائش الباردة أو حشائش التندرا" مقصورة على الارتفاعات الكبيرة وينطبق هذا على زنجبار ومنغوليا أيضًا.
ثم على هضبة البامير تجد السلاسل الجبلية تضغط نطاق ضيق من الحافات الشاهقة والوديان العالية، ويغطي الثلج هذه الوديان لشهور عديدة من كل عام ثم في فصل الصيف يذوب الجليد وتزدهر الحشائش الألبية التي يستغلها رعاة القرغيز استغلالًا جيدًا.
أما على هضبة التبت فنجد السلاسل الجبلية تنتشر وتتباعد عن بعضها، كما يزداد عرض الوديان العالية بين الحافة الجبلية الشاهقة الارتفاع، ولا يمكن أن ينمو على هذه الارتفاعات التي تتراوح بين 4000، 5000 متر إلا الحشائش الألبية؛ وذلك لأن هذه المساحات المرتفعة تتعرض للتطرف بين الحرارة الشديدة والبرودة القاسية كما تتعرض للرياح الباردة في كل الفصول وللعواصف الثلجية في فصل الشتاء، ولا يستثنى من هذا إلا الجزء الشرقي من جنوب التبت حيث الظروف المناخية أقل حدة بحيث تسمح بقيام بعض الزراعة في الوديان الواسعة والسهول، ولذلك يتركز سكان التبت في هذا الجزء. وتتخلل السفوح الشرقية للتبت خوانق ضيقة بين حافات متوازية حادة، وتتلقى هذه السفوح أمطارًا وفيرة من الرياح الموسمية الصيفية التي تهب على الصين.
ومن أجل هذا يزداد الغنى النباتي على هذه السفوح فتتدرج الحياة النباتية من الحشائش الألبية في أعلى يتلوها نطاق من الغابات المخروطية، يتلوها نطاق من الغابات النفضية ذات الأشجار العريضة الأوراق ثم تتحول هذه إلى غابات دائمة الخضرة من نوع غابات إقليم البحر المتوسط والإقليم الصيني ثم تتحول على السفوح السفلى إلى غابات كثيفة شبيهة بالغابات الموسمية أو الاستوائية.