أمة الإسلام، إن من يعيد النظر في تاريخ الأمة الإسلامية يرى أن المسلمين بعد القرون الأولى يعانون أشد المتاعب والمشاق للوصول إلى بيت الله الحرام، يعانون المشاق والمتاعب ما بين قطاع طرق، وما بين قلة في الماء والطعام وغير ذلك، ولكن الله بفضله وكرمه من في هذه العصور الأخيرة بهذه الحكومة الرشيدة التي نذر رجالها أنفسهم خدمة للإسلام والمسلمين، ورأوا أن خدمة الحجيج عملا صالحا يتقربون به إلى الله، بذلوا كل جهدهم في سبيل راحة الحاج، يأتي الحاج من بلده لا سلاح يصطحبه ولا طعام يحمله، إنما يرى الأمن والرغد، كل ذلك بفضل الله ورحمته، فنسأل الله لهم التوفيق والإعانة، وأن يجازيهم عما فعلوا بالمسلمين خيرا.

إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعدي بن حاتم: «هل رأيت الحيرة "؟ قال: قلت: لم أرها، وقد أنبأت عنها. قال: " فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف أحد إلا الله (?) » لقد تحقق ذلك في القرون الأولى وفي هذا الزمن – ولله الفضل والمنة –، فهذا البلد الحرام فيه أمن واستقرار وطمأنينة، نسأل الله أن يوفق قادة هذه البلاد لما يحبه ويرضاه، وأن يجعلهم أئمة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، وأن ينصر بهم دينه ويعلي بهم كلمته ويخذل بهم أعداءه.

[الحج فريضة العمر، من أداها فقد أدى الواجب]

حجاج بيت الله الحرام، إن الله افترض الحج على أمة الإسلام، وجعلها فريضة العمر، من أداها في عمره مرة فقد أدى الواجب {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015