[الحج مظهر وحدة المسلمين وقوة دين الإسلام وعظمته]
حجاج بيت الله الحرام، اليوم وقد انتظم شملكم في هذا المكان المبارك أتيتم من أماكن شتى، من أقطار الدنيا استجابة لأمر الله وتلبية لنداء الخليل: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (?) {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} (?) ، تلكم المنافع التي تعود على القلوب بالصلاح والاستقامة، خرج المسلم من بلده، فارق أهله ووطنه وماله طاعة لربه، ارتدى لباس الإحرام طاعة لربه، وقد طاف بالبيت وبالصفا والمروة ووقف في تلكم المشاعر كلها طاعة لله وتنفيذا لأمر الله، فيعود ذلك على إيمانه بالقوة والثبات، إنه يرى عظمة الإسلام، فهذه الأمة المجتمعة متباينة أقطارهم، مختلفة ألوانهم وأجناسهم، جمعتهم قوة الإيمان ووحدتهم رابطة الإسلام، إن المسلم وهو يرى هذا الإسلام ويرى تمسك المسلمين به، ليتذكر أيضا قضية أخرى، وهو أن هذا الدين قد تكفل الله بنصره، لم يكل نصره للرجال، فكل جيل يخلف من قبله، فلو كان أمره للرجال لا نقضي بانقضائهم، ولكن الله تكفل به {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (?) .
[على الحجاج أن يشكروا الله على أن وفقهم للوصول إلى هذا البلد الأمين]
حجاج بيت الله الحرام، اشكروا الله على نعمته أن وفقكم للوصول إلى هذا البلد الأمين، وجدتم هذا البلد آمنا مطمئنا يعيش في رغد من العيش، في أمن واستقرار وطمأنينة، يعيش متكاتفا متحابا متعاونا بين الشعب، والقيادة أعظم تعاون وترابط، كل ذلك بفضل الإسلام وبفضل تحكيم هذه الشريعة وإقامة حدود الله وتنفيذ شرع الله، فتلك آثار هذه العقيدة الصحيحة، نسأل الله لنا ولهم الثبات على الحق، والاستقامة على الهدى.