فكونوا علماء حق ودعاة خير وهدى.
دعاة الإسلام، دعاة الإصلاح، إن كل داع إلى الله لا بد أن يسير في دعوته على الطريق الذي سار عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -رضي الله عنه-، ومن سلك طريقهم واتبع أثرهم، فهو الطريق الصحيح والمنهج القويم الذي يحقق للداعي إلى الله قبولا وثباتا بتوفيق الله {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (?) ، هكذا يكون الداعي المخلص، هكذا يكون الداعي الصادق، وكم من دعوات تدعو إلى الإسلام وينادي أهلها بأنهم دعاة الإسلام وهم بعيدون عن منهج محمد -صلى الله عليه وسلم-، لا يهتمون بشأن التوحيد ولا يهتمون بالعقيدة، بل لهم نظم وأمور أخرى الله أعلم بحالها، تسموا بالإسلام وتستروا به، والله يعلم ما وراء ذلك، إن هم إلا كما قال الله: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ} (?) ، فالداعي المخلص هو الذي دعا إلى التوحيد الذي دعا إليه محمد -صلى الله عليه وسلم-، تلكم هي الدعوة الباقية والدعوة الصالحة المعتمدة على المنهج السليم.
[خيرية هذه الأمة، وإنها لا تجتمع على خطأ]
أمة الإسلام، أمة القرآن، أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، أنتم الأمة المرحومة، أنتم الأمة المعصومة، أنتم خير الأمم وأحبها إلى الله، أنتم خير أمة أخرجت للناس {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} (?) ، جمع الله لكم الخير من أطرافه، فبعث الله فيكم سيد ولد آدم، أفضل أنبيائه وأشرفهم على الإطلاق، وأنزل عليه خير كتبه مهيمنا على ما سبق، واختار الله لكم أكمل الدين وأتمه