ورضي لكم الإسلام دينا، ضمن لكم العصمة على أن لا تجتمعوا على خطأ، جعل دينكم باقيا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
أيها المسلمون، إن أعداءكم يحسدونكم على هذا الشرف العظيم، ويريدون أن يجعلوكم تابعين لهم بعدما كانوا تابعين لكم {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} (?) ، يريدون أن يشككوكم في إسلامكم، يشككوكم في دينكم، يضعفوا ثقتكم بهذا الدين، حتى يسوء ظنكم بإسلامكم فتفتقدوا قيمتكم ومكانتكم {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} (?) ، فإن تمسكتم بهذا الدين كانت لكم الكلمة العليا، وكنتم خير أمة أخرجت للناس.
[الإشارة إلى محاسن الدين الإسلامي وإن فيه سعادة الدنيا والآخرة]
أمة الإسلام، إن أعداءكم يزعمون أن تخلفكم إنما هو نتيجة تمسككم بهذا الدين ويأبى الله، فهذا الدين دين القوة والعزة، دين الرقي والتقدم، دين يوازن بين الحياة الدنيا والآخرة، دين يدعو أتباعه إلى الجد والنشاط، وإلى العمل الدائم، يدعوهم إلى استغلال الخيرات، إلى عمارة الأرض بطاعة الله، إلى أن يستعملوا نعم الله فيما يقربهم إلى الله {اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (?) ، دين فيه سعادة الدنيا والآخرة، فإن أي تخلف، وإن أي بلاء في الأمة الإسلامية إنما سببه البعد عن هذا الدين، إنما سببه التخلف عن تعاليم الشريعة، يقول الله -عز وجل-: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (?) ،