ويحذرهم من أسباب الشرك، قالت عائشة -رضي الله عنها-: «لما نزل برسول الله – أي نزل به الموت – جعل يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها وقال: " لعنة الله على اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذر ما صنعوا (?) » ولولا ذلك لأبرز الصحابة قبره، غير أنهم خشوا أن يتخذ مسجدا، يقول -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد (?) » فإذا كان هذا في حقه -صلى الله عليه وسلم- فكيف هو حال من دونه ممن يغلى فيه ويعظم من دون الله، ويستغاث به من دون الله، ويطاف بضريحه من دون الله، وتقرب القرابين له من دون الله؟! تعالى الله عما يقوله الكافرون والظالمون علوا كبيرا.
[على العلماء أن يدعوا إلى الله على علم وبصيرة، والدعوة إلى العقيدة الصحيحة ومحاربة كل ما ينافيها ويناقضها ويكدر صفوها]
علماء الإسلام، إن الله ائتمنكم على ما حملكم من العلم، فأدوا أمانة العلم، ادعوا إلى الله على علم وبصيرة، بصروا المسلمين في دين الله، حذروهم مما شاب عقيدتهم الصحيحة من البدع والجهالات، أروهم الحق حقا والباطل باطلا، ادعوا إلى الله على علم وبصيرة بحكمة وموعظة حسنة، أوضحوا دين الله لتكونوا من القائمين بالعلم حق القيام، أوضحوا وأرشدوا وبينوا، والله -جل جلاله- يهدي من يشاء بفضله ويضل من يشاء بعدله {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} (?) ، أدوا أمانة العلم التي حملكم الله إياها، وإن لم تفعلوا فاحذروا سخط الله، {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (?) ،