[ذكر بعض فوائد خطبة حجة الوداع]
وقف -صلى الله عليه وسلم- بعرفة، وصلى بعرفة الظهر والعصر جمعا وقصرا في وقت الظهر، وقبل الصلاة خطب خطبة عظيمة أعلمهم فيها واجبات الإسلام، وقرر فيها قواعد الدين، فقال في خطبته: «إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا (?) » وأخبرهم أن الله قد ألغى به أمور الجاهلية فقال: «ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ودماء الجاهلية موضوعة، وأول دم أضعه دماؤنا، دم ابن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضعه ربانا، ربا عباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء؛ فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن فاضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف (?) » وألغى دماء الجاهلية، وأوصاهم بالنساء خيرا، وبين ما للنساء من الحقوق، وما عليهن من الواجبات، واستشهد الله عليهم أنه بلغهم رسالة الله، فقالوا له جميعا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فرفع إصبعه إلى السماء ثم نكتها إلى الناس وقال: «اللهم اشهد (?) »
أيها المسلمون، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألغى أمور الجاهلية، ألغى مآثر الجاهلية: من فخرها بالأحساب، وطعنها في الأنساب، وتعصبها التعصب المخالف للشرع، أهل الجاهلية قبل الإسلام كانوا يتخذون الحج منبرا للتفاخر