بأحسابهم، والتفاخر بأنسابهم، فألغى الإسلام ذلك فقال: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ} (?) ، ليس في الحج فخر، وليس فيه تنقص لشخص ما من الأشخاص، وإنما الحج إخلاص لله، وعبادة لله، والحجاج إنما قدموا ليتوجهوا إلى الله -عز وجل- ويسألوه من فضله وكرمه، لم يقدموا ليفاخروا، ولا ليهتفوا دعاية لغيرهم، وإنما قدموا إخلاصا لله -عز وجل- وطاعة لله -عز وجل-، هكذا ينبغي أن يكون الحاج المسلم {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} (?) .
[نصائح وتوجيهات للحجاج]
حجاج بيت الله الحرام.. قدمتم من بلادكم طاعة لربكم سبحانه وإخلاصا له وابتغاء فضله وكرمه، فتخلقوا بكل خلق كريم، تخلقوا بالحلم والأناة والصبر، كونوا قدوة صالحة؛ فإن الإسلام يدعوكم بأن تكونوا قدوة صالحة يقتدي بكم غيركم، واحذروا من الدعاية المضللة والأفكار المغرضة، الذين لا يبالون بالمسلمين، ولا يحترمون حرمات المسلمين، ولا يحترمون مقدسات المسلمين، يعدون الوصول إلى هذا البيت فخرا وخيلاء، ورفعا لشعارات، وتمجيدا لأشخاص، كل ذلك رفضه الإسلام، فنحن هنا جئنا لندعو الله ونتقرب إليه، ونخلص الدين له سبحانه، لم نأت لغرض ما من الأغراض المشبوهة، فمن حول الحج عن وجهته وصرفه عن مراد الله له، فذلك من الضالين الذين يقول الله فيهم وفي أمثالهم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} (?) {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} (?) .