أيها المسلمون، احذروا أن تأتوا بما يتنافى مع إسلامكم، البعض من الناس يتصور أن مجرد حجه يسقط عنه الواجبات ويبيح له المحرمات، فتراه إذا حج بيت الله لا يحافظ على هذه الصلوات ولا يؤديها مطلقا، مع أنها الركن الثاني من أركان الإسلام، فأي حج لمن لا يصلي؟ وأي عمل لمن لا يصلي؟! فحافظوا على صلاتكم يا عباد الله، حافظوا على إسلامكم، حافظوا على دينكم، الزموا دين الإسلام، حافظوا على أركانه وواجباته ليكون إسلامكم إسلاما صحيحا.
حجاج بيت الله الحرام، ليكن حجكم لبيت الله مفتاح خير لكم وسببا لسعادتكم فيما بقي من أعماركم، ليكن حجكم لبيت الله سببا لصلاح قلوبكم، واستقامة حالكم ومحافظتكم على دين الله، حتى يكون حجكم حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا.
[بيان صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم]
أمة الإسلام، حجاج بيت الله الحرام، فرض الله الحج على محمد -صلى الله عليه وسلم- في آخر حياته، فحج المصطفى -صلى الله عليه وسلم- حجة واحدة هي حجة الوداع التي ودع فيها الناس، وأخبرهم أنه لا يلقاهم بعد عامه هذا حج بالناس في العام العاشر من الهجرة، وحج المسلمون معه، وكانوا جميعا يتتبعون أقواله -صلى الله عليه وسلم- وأعماله، يقتدون بكل ما يقول ويعمل، وهو -صلى الله عليه وسلم- يقول لهم عقب كل عمل يعمله: «خذوا عني مناسككم (?) » ؛ ليعلمهم الاقتداء به والتأسي به، فإنه -صلى الله عليه وسلم- قدوة لكل مسلم {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (?) .