العون لهم في كل أرجاء المعمورة، فهذه البلاد -ولله الحمد- تسعى دائما في رأب الصدع بين المجتمعات المسلمة، والتوفيق بينهم وحل كل مشاكلهم على ما تقتضيه الحكمة، فالحمد لله على فضله وكرمه.
[على الحجاج أن يشكروا الله على نعمة الهداية للإسلام، وتوفيقهم للوصول إلى هذه البلاد المقدسة]
حجاج بيت الله الحرام، اشكروا الله على نعمته عليكم أن هداكم للإسلام، ومكنكم للوصول إلى هذه البلاد المقدسة، لتؤدوا حجكم في أمن واستقرار وطمأنينة، اشكروا الله على هذه النعمة، وادعوا لولاة المسلمين بالتوفيق أن يوفقهم الله ويعينهم ويجزيهم على ما قدموا للإسلام والمسلمين من هذه الخدمات العظيمة، حيث سهلوا للحجاج الوصول إلى بيت الله، وذللوا أمامهم الصعاب، وهونوا عليهم المشاق ليؤدوا مناسك حجهم آمنين مطمئنين.
[خطأ كثير من المسلمين في فهمهم الإسلام، وزعمهم أنه يكفي فيه مجرد الانتساب إليه]
أيها المسلمون الكرام، إن الكثير من المسلمين -وللأسف الشديد- قد ساء فهمهم لإسلامهم، وتصوروا الإسلام تصورا خاطئا، فمن المسلمين من يظن أن الإسلام يكفي فيه مجرد الانتساب إليه، وأنه متى انتسب إلى الإسلام كان مسلما، حتى وإن أتى بما يناقض أصل الإسلام ويتنافى معه، وهذا من الجهل والخطأ العظيم، أي إسلام لمن عبد غير الله وأشرك مع الله في عبادته؟ أي إسلام لمن طاف بضرائح الأموات يرجوهم تفريج الكربات، يرجوهم جلب النفع ودفع الضر، أي إسلام لذلك؟! والإسلام جاء بمحاربة الشرك والتحذير منه؛ لأن الله إنما بعث نبيه ليدعو الناس إلى عبادة الله ويحذرهم عن الإشراك به سبحانه، ويأمرهم بأن يتوجهوا بقلوبهم إلى الله حبا وخوفا ورجاء، فعبادة غير الله تنافي أصل الإسلام، فلا يقبل الله ممن عبد غيره صلاة ولا زكاة ولا صياما ولا حجا، بل أعماله كلها مردودة عليه {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (?) {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (?) .