وقال سبحانه: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (?) .

المسلم ذو خير ومنفعة وإصلاح وهداية، فهو بتوفيق الله له دائم الخير والبركة على نفسه وعلى بيته وعلى مجتمعه.

[سعادة المجتمع في تطبيق شرع الله وتنفيذ أحكامه]

أمة الإسلام، وكما يسعد الفرد بهذا الدين فإن المجتمع أيضا الذي طبق شرع الله، وحكم فيه شرع الله يسعد بذلك، المجتمع المسلم الذي حكم فيه شرع الله وأمر فيه بالمعروف ونهي فيه عن المنكر، وربي جيله التربية الصالحة النافعة، هو المجتمع السعيد المترابط المتماسك الذي هو كالبنيان يشد بعضه بعضا مجتمع يرحم غنيه فقيره، ويحسن قويه إلى ضعيفه، فهو مجتمع متماسك تسوده المحبة والوئام، مجتمع مسلم فيه التراحم والمحبة والمودة، مجتمع تحترم فيه الدماء، وتصان الأعراض، وتحفظ الأموال، مجتمع بين أهله التعاون على الخير والتقوى، فهذا المجتمع السعيد الذي يدعو الإسلام أبناء المسلمين ليكونوا كذلك، فيسعدوا بهذا الدين وتطمئن به نفوسهم قال {اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} (?) {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (?) .

أيها المسلمون، إن أعداء الإسلام على اختلاف ضلالاتهم وتباين كفرهم وإلحادهم حاولوا عبثا أن يوجدوا مجتمعا سعيدا بمبادئهم الهدامة وأفكارهم المنحرفة، فعجزوا عن ذلك، ولم يستطيعوا أن يحققوا لمجتمعاتهم السعادة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015