التي حققها الإسلام لأبنائه.
[عجز غير المسلمين من تحقيق السعادة في مجتمعاتهم، وذلك لفساد مبادئهم وأفكارهم]
الرأسماليون غلوا في حرية المال وأعطوا الإنسان الحرية المطلقة في المال يتصرف فيه كيف يشاء، أرادوا أن يحققوا بذلك سعادة لمجتمعهم فعجزوا؛ لأن هذا المجتمع الرأسمالي مجتمع تسود فيه الفوضى، مجتمع متفكك، مجتمع لا تلاحم بين أبنائه، لا يعرف الرجل أباه، ولا يعرف الأب ابنه، يرى الفقير المال الذي بيد الغني فيزداد حقدا على الغني؛ لأنه لا زكاة بينهم، ولا إحسان بينهم، ولا يعطف بعضهم على بعض، إن هي إلا المادة، يركضون وراءها، فنشأت فيهم البطالة، ونشأت بينهم عصابات الإجرام والنهب والسلب؛ لأن هذا المجتمع مجتمع شقي مهما بلغ أهله من رقي الدنيا ما بلغوا.
وبضد ذلك المجتمعات الشيوعية التي أرهقت الإنسان وجعلته كالآلة تسخره كيف تشاء، لا رأي ولا حرية عنده، مجتمعهم شقي وإن زعموا أنهم يحققون السعادة، فذلك المجتمع مجتمع متفكك ومجتمع يتمنى في كل آن وحين أن يتخلص من تلك الأغلال والقيود التي أثقلته، فلم يبق سوى الإسلام، دين العدل، ودين الرحمة، ودين المحبة، ودين المواساة، والدين الذي يرعى للإنسانية حقها.
[على المسلمين شعوبا وحكاما التمسك بالإسلام وتطبيق أحكامه]
أيها المسلمون، تمسكوا بدينكم واعملوا به وطبقوه على مجتمعكم، لتعمكم السعادة ويحصل لكم الخير والهناء.
قادة المسلمين، هذا دين الإسلام وتعاليمه السامية فطبقوها بين شعوبكم؛ لتعيشوا أنتم وإياهم في غاية من الأمن والرخاء والاطمئنان.