أئمة هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، وأن يزيدهم من التوفيق والسداد، إنه على كل شيء قدير.
[أهمية هذا الاجتماع العظيم في الحج، وأن ذلك يدعوهم إلى التآلف والتآخي والمحبة والاجتماع في ذات الله]
حجاج بيت الله الحرام، إن مجتمعكم هذا مجتمع عظيم، مجتمع يدعو إلى التآلف والتآخي والمحبة والاجتماع في ذات الله، فاستفيدوا من هذه اللقاءات المباركة الخير الكثير، ليكن ذلك اللقاء سببا تقوى به أواصر المودة والمحبة والإخاء بينكم، تذكروا أنكم من بلاد متباعدة، تقفون في موقف واحد رغم اختلاف اللغات والألوان والأجناس، ولكن عقيدة الإيمان وأخوة الإسلام جمعتكم على الخير والتقوى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (?) .
وإن على المسلم واجب نحو إخوته المسلمين أن يعاملهم بالصفح والحلم والإعراض، وتحمل كل الأذى، ويتذكر قوله -صلى الله عليه وسلم-: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه (?) » وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده (?) » المسلم يكن لأخيه الحب والوئام، يحب له كل خير، ويعامله بالإحسان، هكذا أخلاق المسلمين، ولا سيما الحجاج منهم، فواجبكم أن تتخلقوا بالحلم والصفح والأناة وتحمل الأذى، وأن يعامل كل منكم أخاه بما يليق به من المحبة والإكرام، وأن تجتنبوا كل أذى، فمن ضار ضار الله به، ولا سيما في هذه المشاعر المقدسة والأماكن الفاضلة.
[على الحجاج شكر الله -عز وجل- وتذكر الموقف العظيم بين يديه يوم القيامة]
حجاج بيت الله الحرام، أيها الحجاج الكرام، اشكروا الله وتذكروا في هذا الموقف العظيم موقفكم بين يدي الله، يوم القيامة تقفون بين يدي الله حافية أقدامكم، عارية أجسامكم، شاخصة أبصاركم، تذكروا هذا الموقف العظيم،