حجاج بيت الله الحرام، اشكروا الله الذي بلغكم الوصول إلى بيت الله الحرام، ومكنكم من الوقوف بتلكم المشاعر المقدسة المشرفة.
[ذكر جهود حماة البلد الأمين في تيسير الوصول إلى الحرمين، وتهيئة الوسائل المناسبة لذلك]
إن هذا البلد الأمين كان طريق الوصول إليه شاقا ومتعبا، ولكن الله بفضله وكرمه هيأ الوصول إليه، وجعله سهلا ميسرا على يد من اختارهم لحماية هذا البلد الأمين والقيام بحقه؛ امتثالا لأمر الله وطلبا لمرضاته وتقربا إليه، فكل أعمالهم التي عملوها إنما هي أعمال يريدون بها وجه الله، نرجو الله أن يثيبهم وأن يجزيهم عما فعلوا خيرا.
[الوصول إلى بيت الله أصبح سهلا ميسرا بعد ما كان شاقا ومتعسرا في كثير من الأحيان]
روى البخاري عن عدي بن حاتم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: «هل رأيت الحيرة؟ " قال: قلت: لم أرها، وقد أنبئت عنها، قال: " فإن طالت بك حياة لترين الظعينة (?) » ، لقد تحقق ذلك في العهود الأولى، ثم طرأ على الأمة الإسلامية ما طرأ عليها من اختلاف واضطراب حتى صار الوصول إلى البيت متعسرا في كثير من الأحيان، وشاقا على النفوس، ولكنه -ولله الفضل والمنة- في هذه الأيام أصبح ميسرا سهلا، يؤم المسلمون بيت الله من أقطار الدنيا، فلا طعام يحملونه، ولا سلاح يصحبونه، يرون البلد الأمين آمنا مطمئنا، قد وفر الله فيه أسباب الرغد، وهيأ للحجاج من يقوم بخدمتهم، ويهيئ لهم الراحة والأمان، فالحمد لله على نعمة الإسلام.
ولا شك أن هذه أعمال مباركة لا ينبغي للمسلمين أن ينسوها، بل الواجب شكر قادة هذه البلاد، وأن ندعو الله لهم أن يوفقهم لما يحبه ويرضاه، وأن يجعلهم