أخرجت للناس، وأثنى عليها في كتابه العزيز: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (?) .

[فضل وخيرية هذه الأمة على غيرها من الأمم]

أجل أيها المسلمون، بهذه الصفات الحميدة: بالإيمان بالله، بالأمر بالمعروف، بالدعوة إلى كل خير وهدى، بالتحذير من كل شر وفساد، صارت هذه الأمة المحمدية خير الأمم وأكرمها على الله، اختار الله لها سيد ولد آدم أفضل الأنبياء والمرسلين على الإطلاق، واختار لها أكمل الدين وأفضل الشرائع وأزكى الأخلاق وأتمها.

هذه الأمة المحمدية ظهر أثر فضلها وكرامتها حينما قام أوائلها بهذا الدين الحنيف، فدعوا الخلق إلى الله، فهدى الله بهم من الضلال، وبصر بهم من العمى، أقاموا دولة الإسلام على منهج الله الحق، على دين الله ورسوله، فدخل الناس في دين الله أفواجا، فانقادوا لهذا الدين لما رأوا أهله القائمين به وأعمالهم الصادقة وأخلاقهم الكريمة وعدلهم وإنصافهم، فإنهم آمنوا بهذا الدين وطبقوه على أنفسهم، ثم دعوا الخلق إلى ذلك، فاستجاب الخلق لله ورسوله، وعم الإسلام أرجاء المعمورة، وعاش الناس في ظل عدالة الإسلام، وحقق الله على أيديهم ما وعد به نبيه -صلى الله عليه وسلم- حيث يقول: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (?) .

ظهر دين الله وعلت كلمة الله، وعم الأرض الخير والصلاح والهدى بهذا الدين وحده، بهذه الشريعة الخالدة، بهذه الأحكام العادلة، حتى كانت الأمم خاضعة لهم، تلتمس ودهم ورضاهم، ولقد كانت لغة قرآنهم اللغة المهيمنة؛ لأن أهل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015