فتب إلى الله في هذه الدنيا قبل أن يحال بينك وبين التوبة، حاسب نفسك، وانظر لسيئات أقوالك وأعمالك.

فإن كنت يا عبد الله ممن استحوذ عليك الشيطان وزين لك عبادة غير الله، ورجاء غير الله، والتقرب والتزلف لغير الله من الأموات والغائبين، فتب إلى الله من هذا الذنب العظيم، واحذر أن تلقى الله مشركا به، فإن الله لا يغفر لمن لقيه عابدا غيره، ملتجئا إلى غيره، معظما غيره، فذلك الشرك الأكبر الذي حكم الله على فاعله بالخلود في النار {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} (?) .

أيها المسلم، انظر لنفسك فإن كنت ممن فرطت في أركان دينك، فرطت في الصلوات الخمس، أو في صيام رمضان، أو في بقية واجبات دينك، فتب إلى الله منها، واندم على ما مضى، واعزم على ألا تعود إلى أي مخالفة.

تذكر أيها العبد أن انتقالك من هذه الدنيا ومفارقتك إياها، وبقاءك في لحدك، مرتهن بأعمالك، إن خيرا ازددت به أنسا وسرورا، وإن شرا ازددت به حزنا وبؤسا؛ فتب إلى الله في هذه الدنيا قبل لقاء ربك، وجدد توبة نصوحا، وتب إلى الله وتضرع إليه، عسى أن يقبل توبتك ويمحو خطيئتك، فهو تعالى يفرح بتوبة عبده إذا تاب إليه {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (?) ، {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (?) .

أمة الإسلام، إن الله تعالى فضل هذه الأمة المحمدية وجعلها خير أمة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015