هذا الدين قاموا به حق القيام، فوجد الناس أنفسهم بحاجة إليهم، وإلى مصافاتهم، وإلى جلب مودتهم ومحبتهم.

أمة الإسلام، بهذا الدين تبوأت الأمة المحمدية المكان الأسمى والشرف الرفيع.

[تمسك المسلمين بإسلامهم كان سببا لسيادتهم وحكمهم في البلاد]

أمة الإسلام، لقد عرف أعداؤكم قوتكم وشرفكم، وعرفوا مكانتكم، وتذكروا مجدكم الماضي وتاريخكم العظيم. وأن أوائلكم لما تمسكوا بهذا الدين واجتمعوا عليه، وتآلفوا عليه، وتوحدت صفوفهم على هذا المنهج القويم، سادوا الناس وحكموا البلاد، وصارت لهم المكانة، وصار الناس تابعين لهم منقادين لأحكامهم.

[أعداء الإسلام يسعون في إبعاد المسلمين عن منهج الله وشريعته]

عرف أعداؤنا تلك الفضائل، وتلك المكانة، وعرفوا ذلك السبب، فجد أعداء الإسلام واجتهدوا حتى يبعدوا الأمة الإسلامية عن منهج الله، ويقصوها عن دين الله، ويفصلوا بينها وبين دينها {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} (?) {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} (?) ، يريدون أن يفصلوكم عن دينكم ويبعدوكم عن إسلامكم؛ لتكونوا أمة تابعة لغيركم، وأمة محكومة بعدما كنتم أمة حاكمة، وأمة ينفذ عليكم أعداؤكم ما يريدون وما يهوون وما يختارون، ولكن الله سيحفظ دينه ويعلي كلمته، فواجب الأمة أن تعود إلى إسلامها، وأن تعود إلى دينها، وأن تتبصر في واقعها.

أمة الإسلام، إن كل بلاء أصاب الأمة، وكل مصاب حل بالأمة الإسلامية، فإنما سببه البعد عن تعاليم الإسلام ومبادئه السامية.

فيا معشر المسلمين، عودا إلى الإسلام الصحيح؛ ليعود لكم عزكم ومجدكم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015