مهما عظمت الذنوب وتضاعفت الخطايا {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} (?) .
[بيان معنى التوبة النصوح]
التوبة النصوح يا عباد الله هي التوبة الخالصة التي مقتضاها الإقلاع عن الذنب والندم على ما مضى، والعزيمة الصادقة على أن لا تعود إلى ما عملت من خطايا وسيئات، فربك تعالى لكمال كرمه وكمال جوده وكمال إحسانه وفضله -فتح باب التوبة لعباده، ليتوبوا إليه من ذنوبهم وخطاياهم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله -عز وجل- يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل (?) » ذلكم لكمال كرم ربكم وكمال إحسانه، فهو يحب من عباده أن يتوبوا إليه، وسبقت رحمته غضبه
فيا عبد الله، تب إلى الله في هذه الدنيا من سيئاتك وخطاياك، ولا سيما في هذا اليوم المبارك، والموقف العظيم، فحاسب نفسك، وتب إلى الله من كل ما عملت من سوء.
[تذكير العبد بانتقاله من الدنيا، وما يلقاه من جزاء أعماله في القبر]
[أعمال العبد محصاة عليه قليلها وكثيرها، وسيحاسب عليها يوم القيامة]
واعلم أن أعمالك محصاة عليك قليلها وكثيرها، وسوف تعطى كتابا يوم القيامة مسجلا به كل ما عملت من خير أو شر {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} (?) ، {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} (?) ، لن تستطيع أن تجحد سيئات أعمالك، سينطق الله جوارحك فتشهد عليك بما عملت {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (?)