“ ومن آثارها: بعد المؤمن عن إيذاء أخيه “
أيها المؤمنون، ومن آثار تلكم الولاية أن المؤمن بعيد أن يصيب أخاه بأذى، فالمؤمنون يأمنون أخاهم على دمائهم وأموالهم، لا يخشون غدره، ولا يخشون خيانته، ولا يخشون ضرره ولا شره، بل هم في أمن على دمائهم وأموالهم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم (?) » فلا ترى المؤمن حقا خائنا لأمانته، ولا مخلفا لوعده، ولا تراه يكيد المكائد لإخوانه المؤمنين، ولا يسعى في إلحاق الضرر والأذى بهم، بل هو يتجنب ذلك ويبتعد عنه، ليس عونا على إخوانه، ولكنه عونا لهم ومساعدا لهم على الخير، فلا يعين غيرهم عليهم، ولا يسعى بإلحاق الضرر بهم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده (?) »
إن المؤمن يرى أن كل ضرر وأذى لحق بأي فرد أو بأي مجتمع مسلم، فإنما ذلك الأذى حاصل عليه ولاحق به، فهو يبتعد عن الأذى والضرر ويتجنب ذلك كله.
“ ومن آثارها: السعي في إصلاح ذات بينهم “
ومن آثار تلكم الولاية أن المؤمنين يسعون في إصلاح ما بينهم، وحل مشاكلهم في إطار دينهم وإسلامهم؛ امتثالا لقول الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} (?) ، فأهل الإيمان يصلحون بين الناس ويقربون بينهم إذا تباعدوا، ويبتغون بذلك وجه الله، فهم يسعون في الإصلاح وتأليف القلوب، وجمع الكلمة ولم الشعث؛ لأن ذلك من مقتضى إيمانهم، فإيمانهم يدعوهم إلى أن يكونوا جسدا واحدا، وأن يكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ويقوي