“ ومن آثارها حب المؤمن الخير لأخيه المؤمن “
ومن آثار ولاية المؤمنين بعضهم لبعض أن المؤمن يفرح بكل خير ناله أخوه المسلم، وبكل خير حصل عليه أخوه المسلم، ويغتم بكل سوء مس أخاه المسلم، فهو يفرح لفرحه ويحزن لحزنه؛ لأنه كالجزء منه، فيرى كل خير ناله أخوه المسلم كأنه واصل إليه، وكل أذى أو بلاء ناله أخوه المسلم كأنما ناله ذلك البلاء.
من آثار تلكم الولاية محبة المؤمن الخير لأخيه وكراهة الشر لأخيه فهو يحب له ما يحب لنفسه ويكره له ما يكرهه لنفسه يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه (?) »
“ ومن آثارها التواصي بينهم بالحق والتعاون على البر والتقوى ومحبة الخير لأخيه المؤمن “
ومن آثار ولاية المؤمنين بعضهم لبعض أن أهل الإيمان أهل تواص بالحق، وتواص بالخير، وتعاون على البر والتقوى، وبعد عن التعاون على الإثم والعدوان، فالمؤمن مرآة أخيه المؤمن، ينصحه ويوجهه ويهديه الطريق المستقيم، كلما رأى من أخيه خلالا أصلح ذلك الخطأ، وأقام ما اعوج، وستر كل عيب، وأمد أخاه بالنصيحة الصادقة والعاطفة والتوجيه السليم، نصيحة انطلقت من قلب يحب الخير لأخيه، ويكره الشر لأخيه، ينصحه نصيحة المحب المشفق عليه، الذي يتمنى له كل خير وسعادة، ويكره له كل شر وبلاء، إن أهل الإيمان كملوا أنفسهم بالإيمان والعمل الصالح، ثم سعوا في تكميل إخوانهم بذلك {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (?) .
“ ومن آثارها التراحم فيما بينهم “
ومن آثار تلكم الولاية تراحم المؤمنين فيما بينهم، فالمؤمن يرحم أخاه ويشفق عليه {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} (?) .