هذا المؤتمر العظيم الذي دعا إليه رب العالمين {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} (?) ، هذه المنافع العظيمة أصلها وأساسها انطلاق القلب إلى الله، وانجذابه إلى طاعته، حيث يفارق المسلم وطنه وأهله وبلده استجابة لنداء الله الذي فرض عليه ذلك، والتقاء المسلمين بعضهم ببعض، وتعارفهم وتآلفهم وسيلة قوية إلى قوتهم واستقامة حالهم، وفق الله المسلمين لما يحبه ويرضاه.
حجاج بيت الله الحرام، إن الله من فضله وكرمه جعل هذا البلد الأمين تحت قيادة أمينة، بذلت كل غال ونفيس في سبيل توفير الراحة لحجاج بيت الله الحرام، وجهودها لا تزال متواصلة، فكل عام أفضل من ماضيه، وعلى مدار العام والخدمات متواصلة، والجهود والأفكار تتابع في سبيل إيجاد ما فيه راحة لحجاج بيت الله الحرام؛ ليؤدوا نسكهم في يسر وسهولة، وعلى رأس الجميع خادم الحرمين وإمام المسلمين – وفقه الله وولي عهده لما يحبه ويرضاه ووفقهم لكل خير وجزاهم عما فعلوا خيرا – كل هذه الجهود المتواصلة، إنما يبعث عليها طاعة الله والحرص على منفعة المسلمين؛ ليؤدوا نسكهم على الوجه المطلوب، فالحمد لله رب العالمين.
“ ذكر لمحات من حجة الوداع “
حجاج بيت الله الحرام، حج نبيكم -صلى الله عليه وسلم- حجة واحدة، تعرف عند المسلمين بأنها "حجة الوداع"، هذه الحجة العظيمة أعلمهم فيها مناسك حجهم، فما عمل عملا إلا قال: «خذوا عني مناسككم (?) » وقال: «لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا (?) »