“ نداء إلى حجاج بيت الله الحرام ونصيحة لهم “
حجاج بيت الله الحرام، اليوم وقد انتظم عقدكم بهذا المكان المبارك، وحللتم تلك الديار المباركة، فاشكروا الله أولا وقبل كل شيء على نعمته عليكم بالإسلام، ثم على نعمته بتبليغكم الوصول إلى هذه الديار المقدسة، فتلك نعمة عظيمة من الله، حللتم بهذه الديار فوجدتموها – ولله الحمد – آمنة مطمئنة موفر فيها كل خير، فالحمد لله على فضله وكرمه، وهذا بتوفيق الله ثم بتحكيم شرع الله وإقامة حدود الله وردع كل من تسول له نفسه الإجرام والفساد، فهذه البلاد – ولله الحمد – تحكم شرع الله، وتقيم حدود الله، فمحاكم الشرع واضحة، والأحكام كلها خاضعة لشرع الله، مطبقة لأحكام الله على وفق كتاب ربنا وسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم-؛ ولهذا عاشت هذه البلاد – ولله الحمد – في أمان واستقرار وتعاون بين الأفراد والقادة، وارتباط وثيق قائم على مبدأ الإسلام، فالحمد لله على فضله وكرمه.
حجاج بيت الله الحرام، إن الله افترض الحج على المسلمين، على كل مسلم في عمره مرة، فجعله فريضة العمر من أداه مرة فقد أدى الواجب، وما زاد فهو تطوع إن تيسر، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أيها الناس، قد فرض الله عليكم الحج فحجوا". فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ ، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو قلت: نعم، لوجبت، ولما استطعتم"، ثم قال: " ذروني ما تركتكم (?) » وهذا من فضل الله، فمن أدى الحج في عمره، فقد أدى الواجب وبرئت ذمته.
“ وجوب الحج والحكمة من مشروعيته وتحقيق مبدأ المساواة فيه “
هذا المؤتمر العظيم الذي تلتقي فيه الأمة الإسلامية رغم اختلاف اللون واللغة والبلاد على هدف واحد: أخوة الإسلام، ووحدة الإيمان {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (?) .