وبعد ذلك سعوا في إضلالكم عن دينكم، نشروا عقائد الإلحاد والضلال، حاربوكم بما يسمى بالحرب الفكرية، حتى إن أعداء الإسلام لما استعمروا ديار الإسلام غيروا مناهج تعليمها، وجعلوها مناهج تخدم مبادئ أعداء الإسلام، ليتربى الأجيال على غير الإسلام، وتنقطع صلاتهم بدينهم وتاريخهم المجيد، فهل وعى المسلمون ذلك؟ وهل أحسوا بهذا الخطر؟ وهل فكروا أن يعيدوا مناهج تعليم أبنائهم على ضوء الإسلام، لكي يرتبط الحاضر بالماضي، ويكون بين هذه الأجيال الحاضرة وبين أسلافهم الأخيار صلة قوية بهذا الدين وآدابه وفضائله.
“ تنوع أساليب أعداء الله في محاربتهم لدين الإسلام “
حاربوا الأمة اقتصاديا، فضيقوا الخناق عليها، وتدخلوا في شئونها الداخلية، حتى أضروا بها وأوحوا إليها أنه لا استطاعة لها أن تقف بنفسها، بل لا بد من عون أعدائها لها، وهم بذلك مخطئون ضالون، فهل فكر المسلمون في تحرير اقتصادهم من مبادئ أعدائهم؛ ليكون اقتصادا متفقا مع دينهم، ألم يأن للمسلمين أن يعلموا أن هذا يكفل لهم العيش في رخاء ورغد.
أمة الإسلام، حاربنا أعداؤنا داخلا وخارجا، أحدثوا في الأمة الإسلامية أحزابا وطوائف وشيعا، سلطوا بعضها على بعض، دعموها بأسلحة الدمار والخراب، ليقضي المسلمون بعضهم على بعض، وليقتل بعضهم بعضا، وليهلك بعضهم بعضا، حتى يكون الميدان فسيحا لهم، خاليا من مقاومة المسلمين، فهل وعى المسلمون وعرفوا أن أعداءهم لا يريدون لهم نصحا، وإنما هم الأعداء الألداء.
أمة الإسلام، إن إعلام الأمة الإسلامية واجبه في هذا العصر عظيم،