يأكلون، من عاش منهم عاش شقيا، ومن مات تردى إلى النار، حتى جاء الله بالإسلام فأعز به من الذلة، وأغنى به من العيلة، ووسع به في البلاد، وجعلكم حكاما على رقاب العباد، فبالإسلام أعطى الله ما رأيتم، فاشكروا الله فإن الله شكور، وأهل الشكر منه في مزيد
فيا معشر العرب، اتقوا الله في إسلامكم، اتقوا الله في دينكم، اعلموا أنه لا عز لكم ولا قدر لكم إلا إذا تمسكتم بهذا الدين وطبقتموه قولا وعملا، فهو الذي سيجمع قلوبكم، وهو الذي سيخلصكم من الكوارث، وهو الذي سيعزكم من الذل، ولا قدر لكم إلا بالإسلام، وأي ميثاق غير الإسلام فلن يحقق لكم ما تريدونه، تمسكوا بهذا الدين واجتمعوا عليه، وكونوا يدا واحدة على من ناوأكم فأي خلاف بينكم مهما كان نوعه فهو باب يلج عليكم من خلاله أعداؤكم، فاجتمعوا على دين الله وتمسكوا بهذا الدين واعملوا به لعلكم تفلحون.
[خيرية أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- على سائر الأمم، وأنها بفضل تمسكهم بإسلامهم]
يا أمة الإسلام، يا خير أمة أخرجت للناس، أنتم أفضل الأمم وخير الأمم وأكرمها على الله {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} (?) ، هذه الخيرية لن تنالونها إلا إذا عملتم بمقتضاها، فاستمسكتم بدين الله، وأمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر، وحكمتم دين الله في كل قليل وكثير.
إن أعداءكم يا معشر المسلمين علموا فضلكم وعرفوا مكانتكم، ودرسوا تاريخكم الماضي الحافل بالأمجاد والمكارم، وعلموا أن تلك القوة إنما نلتموها بالإسلام، فسعوا جهدهم في القضاء على دينكم، جردوا لكم الحملات العسكرية ليقضوا عليكم فعجزوا {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} (?) .