من سمعها، دعا إلى الله فناله الأذى من قومه، وآذوه وآذوا أتباعه، وهو صابر محتسب متحمل الأذى في ذات الله، وحين اشتد به الألم وضاقت به الدنيا يوم أحد قال: «رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون (?) » يستأذنه ملك الجبال أن يطبق عليهم أخشبي مكة ويقول: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا (?) » يأمره الله بالصبر والثبات ويقص عليه أنباء المرسلين {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ} (?)
بدأ قومه بالدعوة إلى التوحيد بتصحيح العقيدة، وتثبيتها في النفوس وتطهيرها من أدران الشرك والوثنية.
“ على الدعاة أن ينهجوا منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدعوة إلى عقيدة التوحيد، وتصحيح العقيدة أولا “
فيا دعاة الإسلام، خذوا من منهجه منهجا لكم في دعوتكم، اجعلوا الدعوة إلى عقيدة التوحيد أهم أموركم وغاية مرادكم، صححوا العقيدة وخلصوها من جميع الشوائب، حذروا الأمة مما وقع فيها من بدع وضلالات وجهالات، انشروا العقيدة الصحيحة فهي الأصل في مبدأ كل دعوة نافعة، اجعلوا الاهتمام بهذا المبدأ السليم، فبثوا العقيدة واغرسوها في النفوس وحببوهم إليها، تحملوا كل الأذى في ذات الله، وليكن غايتكم نصح عباد الله وإرشادهم واستنقاذهم من الجهالات والضلالات.
“ على الدعاة أن يحذروا الدعوات المضللة والأفكار الهدامة “
دعاة الإسلام , احذروا الدعوات المضللة والأفكار الهدامة، التي تستر بها أعداء الإسلام خداعا وتضليلا، والله يعلم أن الإسلام منهم بريء، تظاهروا بالإسلام في دعواتهم، وإذا تأمل المسلم البسيط تلك الدعوات رآها جهالات