وضلالات وخداعا للأمة وتضليلا لها، ذلك أن أرباب هذه الدعوات لهم علاقة قوية بأعداء الإسلام، أعداء الإسلام يرسمون لهم الطريق ويخططون لهم المخططات، ليضربوا أهل الإسلام بعضهم ببعض، اتخذوا دعاة الضلالة جسرا يعبرون عليه لنيل أغراضهم وأهوائهم {وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} (?) {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} (?) {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} (?) .

“ مسجد الضرار كان مثالا لأرباب الدعوات المضللة الذين يتظاهرون بالإسلام ويبطنون العداء له “

احذروا أرباب هذه الدعوات المضللة، فهم خطر على الإسلام وأهله، وهم بلاء في جسم الأمة الإسلامية، إن تظاهروا بالإسلام فإنما هو الخداع والتضليل، ولكم في قصة أهل مسجد الضرار عبرة وعظة، قوم من المنافقين تظاهروا بالإسلام، وبنوا معقلا للكفر والضلال، وسألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يصلي فيه ليكتسب الفضل والكرامة، ورسول الله لا يعلم ما في الغيب، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «إن رجعنا من تبوك صلينا فيه إن شاء الله (?) » . فلما قرب من المدينة راجعا أخبره الله تعالى أن هذا مسجد ضرار، وأنه معقل الكفر والضلال وإن تظاهر أهله بالإسلام {لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} (?) إلى إن قال: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (?) اتخذوه في صورة مسجد وهو معقل للكفر والضلال، وهكذا أرباب الدعوات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015