لمحمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، لا يفقهون معانيها، أو معانيهما، أكثر هؤلاء الملايين المملينة من المسلمين هكذا، ثم إذا وُجِد فيهم -وهو موجود والحمد لله- من يفهم معنى هذه الكلمة الطيبة، الكثيرون منهم لا يقومون بحقها عملاً، يفهمون بخلاف الأكثرين، يفهمون المعنى، ولكن لا يقومون بما تتطلب من الأعمال الشرعية، ولذلك فيجب على كل جماعة مسلمة تريد أن تجعل دولة الإسلام حقيقة قائمة، وأن يعود إلى المسلمين مجدهم وعزهم الغابر لابد قبل كل شيء، قبل الدعوة إلى السياسة والاقتصاد والاجتماع ونحو ذلك من الألفاظ العصرية المعروفة اليوم والتي يدندن حولها الكفار؛ لأنهم لا يهتمون بشيء آخر سوى ذلك؛ لأن حياتهم الدنيوية العاجلة تقوم على السياسة والاقتصاد وو وإلى آخره، لكن المسلمون ليسوا كذلك، المسلمون يجب أن يؤمنوا قبل كل شيء في حياتهم العاجلة: حياتهم الأبدية الخالدة على الوجه الذي يرضي الله تبارك وتعالى، وذلك لا يكون بالاشتغال بهذه الأمور ابتداءً، أؤكد لكم ابتداءً، وإنما يجب عليهم أن يبتدئوا بفهم هذه الكلمة الطيبة، والدعوة إليها، والعمل بها في حدود المستطاع لكل فرد من أفراد المسلمين.

فمن الحِكَم التي كنا مررنا بها قول بعضهم: من استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه.

فهذه الثورات التي تقوم بها بعض الجماعات الإسلامية هو من باب الاستعجال بالشيء قبل أوانه، ولذلك كانت النتيجة: أن يبتلى بحرمانه، فكم وكم من ثورات قامت هنا وهناك، ثم ما جنوا من ذلك إلا الشوك والحنظل لماذا؟ المر الصبر لماذا؟ نتيجة ذلك أنهم خالفوا هدي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من حديث أن الكثيرين منهم يريدون أن يستنوا بسنته عليه السلام، ولكن العواطف الجامحة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015