السير في هذا الطريق المستقيم، طويل، متى نصل، أنت المهم أنك تمشي ولو أول خطوة، فلو مت فيها فأنت يقيناً من أهل الجنة، كما جاء أيضاً في الحديث الصحيح: «أن رجلاً من الأعراب في عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - جاء إليه وآمن به، قال له: أرأيت إن أنا جاهدت وقاتلت معك في سبيل الله ومت أأدخل الجنة؟ قال: نعم، فما كان منه إلا أن خاض المعركة وما خرج منها إلا شهيداً، ولم يصل لله صلاة»، لماذا؟ لأنه أخذ الخط المستقيم، ومشى فيه ولو خطوة أولى، فليس من المهم على السائر في هذا الطريق المستقيم الطويل أن يصل إلى نهايته، ولكن أن يمشي ولو خطوة أو أكثر من ذلك حسب ما ربنا عز وجل ييسر له ويموت على ذلك، ويعجبني بهذه المناسبة بيت الشعر الذي يروى عن امرئ القيس الجاهلي، وأنا أقول: أنا لست بشاعر ولا أحفظ الشعر جيداً، ولذلك فأستسلم سلفاً فأقول لمن يحفظ الشعر: فإذا وجدني قد أخطأت فليعني وليمدني بمدده، فماذا قال امرئ القيس، قال:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ... وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له: لا تبك عينك ... إنما نحاول ملكا او نموت فنعذرا
انظر الجاهلي، لكنه عاقل
لا تبك عينك إنما نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا
فإذاً: المهم في المسلم أن يأخذ الخط المستقيم ويموت عليه، ولذلك أقول هذا الكلام أنه بعض الناس يستطيلون السير على المنهج الإسلامي، متى يا أخي؟ بعضهم يستعجل مثلاً لإقامة الدولة المسلمة، وهذا أمر واجب ولابد منه، ولكن إقامة الدولة المسلمة تعجبني بهذه المناسبة يا شيخ علي أنت وعلي كلاكما ما شاء الله إن الطيور على أشكالها تقع، يعجبني بهذه المناسبة كلمة