أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] أهل الذكر هم أهل العلم، وهنا بخاصة أهل الذكر هنا هم أهل القرآن العارفون بالقرآن، وكلمة القرآن الآن تذكرني بسؤال الأخ هناك الذي نقل بعض النقول سمعها هناك أن هناك طائفة من المسلمين اليوم منتشرون في كثير من البلاد الإسلامية وهم الذين يسمون بالقرآنيين ..
وآنفاً قبل أن آتيكم كان عندي أخ من إخواننا إبراهيم هذا أبو عمر قال لي بأنه لقي شاباً جاء من أمريكا، فقال في أثناء الحديث بأنه لا يؤمن إلا بالقرآن، وهذا نعرفه أنا في دمشق قبل نحو عشرين سنة التقيت مع فرد شاب في حلب يدعي هذه الدعوى، قلت له: هل تصلي? قال: نعم أصلي، قلت له: إذاً صلي، صلى افتتح الصلاة بدعاء من عنده قلت له: من أين جئت بهذا الدعاء? ثم هذه الكيفية في الجملة هي لا هي في القرآن ولا هي في السنة التي أنت كفرت بها، وحقيقة الأمر أن ادعاء أن القرآن هو فقط المرجع الوحيد وليس للسنة دخل في بيان القرآن فهو كفر القرآن، الذي يقول بأني لا أؤمن إلا بالقرآن هو يكفر بالقرآن؛ ذلك لأن القرآن مما قال فيه رب الأنام: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44] {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ} [النحل: 44] ها نحن ذكرنا آنفاً الصلوات الخمس وكيف أنها تنقسم إلى أقسام، من أين أخذت هذه الأقسام? لا شيء منها بهذا التوضيح في القرآن الكريم، لكن هو بيان الرسول عليه السلام الذي أشار الله إليه في الآية السابقة {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44] أي إن هذه الآية تعني أن بيان الرسول عليه السلام ينقسم إلى قسمين: بيان لفظي وهو تبليغ القرآن إلى الأمة .. تبليغ القرآن للأمة،