لا، إذاً لماذا تستغرب حينما أقول لك: الآية لها معنيان: معنى ظاهر صريح يفهمه كل الناس، ومعنى ضمني مضمون في خطابه تبارك وتعالى لأولئك المؤمنين الأولين.
{وأعدوا} متى نزلت هذه الآية؟
هي ما نزلت في مكة، هي نزلت في المدينة، لماذا؟
لأنهم لم يكونوا أولاً بمثابة من يستحق أن يوجه هذا الخطاب.
ثانياً: لم يكن هناك تكتل أيضاً على أساس من هذا الإيمان القوي.
ولذلك فالدعوة تمشي في مراحل والتاريخ يعيد نفسه كما قلت لك آنفاً.
فالآن كثير من بعض الشباب المسلم الذين ينتمون إلى بعض الجماعات في مصر أو في غيره يتحمسون للإعداد المادي، وهم يلقون كل بلاء وكل فتنة، ويرجعون القهقرى؛ بسبب أنهم يستعدون الاستعداد المادي قبل أن يتمكنوا منه، بحيث تكون لهم الغلبة على عدوهم.
ولذلك فأنا أرجو أن يلاحظ هنا في هذه الآية شيئان اثنان:
الشيء الأول ذكرته آنفاً.
والشيء الثاني ذكرته لاحقاً وأخيراً، وهو: الاستطاعة، {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، اليوم أنا في اعتقادي لا يمكن لأي جماعة مسلمة أن يطبقوا هذا النص القرآني: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ