المخالفة؛ لأن ابن مسعود لم يخالف عثمان بن عفان، فصلى معه .. الصلاة وكان عثمان قاصراً، فقال: الخلاف شر، ولذلك يأمر الجماعة أن لا يخالفوا؛ لأن الخلاف شر؟
الشيخ: فأين عثمان رضي الله عنه اليوم؟ !
مداخلة: ...
الشيخ: ثم كيف يكون الأمان من الفتنة، بولوج أبوابها أم بالابتعاد عنها، وقد قلنا آنفاً قوله عليه السلام جملة، والآن أذكر الحديث نهاية لهذا الكلام: «إن الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب».
الحقيقة أن هذا الذي ذكرته أخيراً هو سبق الجواب عليه، لما قلت يقيسون أميرهم على أمير النبي عليه السلام، وهذا قياس مع الفارق، وكما يقول بعض الفقهاء قياس الحدادين على الملائكة المقربين، وهذا من أبطل القياس على وجه الأرض، لذلك لا عثمان اليوم، أي: لا خليفة اليوم، وهذا الذي يجب على الجماعة الإسلامية أن يسعوا إلى إيجاد المجتمع الإسلامي الذي ينبع منه الخليفة الراشد، لا أن يوجدوا في كل مكان أميراً، ويعطوه أحكام الأمير الأكبر