مست يد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يد امرأة قط .. » أي: يد امرأة لا تحل له.
بل لما بايع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - رجال وبايع النساء، قامت إحداهن تطلب منه عليه الصلاة والسلام أن يصافح النساء كما صافح الرجال للبيعة، فقال عليه الصلاة والسلام: «إني لا أصافح النساء» فكيف أنت تكون سلفياً وليس فقط محمدياً تتبع أقوال النبي عليه السلام، بل وتمشي على منهج السلف الصالح، والسلف الصالح لا تجد أحداً منهم يستبيح للرجل أن يمس يد امرأة لا تحل له، هنا تأتي القاعدة: الغاية يا أخي تبرر الوسيلة، نحن نريد أن نوصل الدعوة إلى الأماكن التي لا يصل إليها الدعاة المتشددون، فهم يتساهلون إذاً في بعض الأحكام، رجعوا إلى القاعدة الباطلة الكافرة: الغاية تبرر الوسيلة، لذلك نعود لنقول: هؤلاء الأمراء إذا أمروا بشيء فيه مصلحة للأمة، فأُطيعوا في ذلك فلا مانع، ولكن طاعتهم ليست فريضة؛ لأنهم ليسوا هم الحكام الذين هم كالخلفاء لهم صلاحية الأمر بالشيء المباح فيصير واجباً، فإن كان في ذلك مصلحة وفعلها الرجل الذي ينتمي إلى الجماعة فلا مانع من ذلك، أما إذا كان في معصية لله أو لرسوله فهنا يأتي القول السابق: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» ولئن نموت فرادى لا رابطة لنا ولا جامعة لنا، لا نعصي الله ورسوله في مسألة واحدة، خير لنا من أن نجتمع على الضلال، وعلى منهج يقررونه وهم يعلمون أنهم يخالفون فيه الشرع في كثير من أوامره، ولذلك فأنا أؤيد الأخ الذي خطب ووقف تجاه تلك الأوامر، وإن كان فصل من الجماعة، لكنه لم يفصل من الجماعة؛ لأن الجماعة هي جماعة أصحاب الرسول عليه السلام، وهم يعلمون