فمثلاً: أنتم لابد أنكم سمعتم بصلاة في كتب الفقهاء تسمى بصلاة الخوف، وهناك صلاة أخرى تسمى بصلاة الخوف الشديد، وبعضهم كان يسميه بصلاة المسايفة، تعرفون ولابد ما معنى المسايفة، أي: الالتحام والاشتباك مع الكفار، حتى في هذه الحالة لا يجوز للمسلم أن يضيع صلاة من الصلوات الخمس، ولكن ربنا عز وجل يخفف عن عباده ويسهل لهم القيام بما فرض عليهم، ويسقط عنهم بعض ما كان فرضاً عليهم، فكما تعلمون بالنسبة لصلاة السفر فهي قصر، أما صلاة الخوف فهي قصر القصر، أي: الصلاة الرباعية بسبب السفر تصبح ثنائية، وهذه الثنائية بسبب الخوف والقتال تصبح فردية، أظن أن هذا معروف لديكم.

ولكن إذا ما التحم الجيشان فهناك لا يبقى ركوع ولا سجود، إنما هو التكبير وإيماء بالرأس فقط، لماذا ربنا عز وجل يسر هذا التيسير على عباده في حالة الخوف الشديد {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} [البقرة: 178]، ولكي لا يكون المسلم غافلاً عن ربه وعن عبادته حتى في ساعة العسرة، فإذا كان الأمر هكذا فمن باب أولى إذا كنتم مثلاً تعالجون أمراً كل منكم على حسب تخصصه، ففاتتكم الصلاة فلا ينبغي أن يلهيكم ذلك الأمر عن أداء الصلاة مثلاً في وقتها، هكذا يجب على المسلم أن يكون مع الله عز وجل في استحضاره لطاعته وعبادته حتى في أحرج الأوقات، فاتقوا الله ما استطعتم، هذا ما يحضرني الآن.

(الهدى والنور/469/ 49: 00: 00)

(الهدى والنور/469/ 07: 03: 00)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015