السياسة السعودية الآن منحرفة كلياً عن السياسة
الشرعية الإسلامية، وأنا أذكر بعض الفتاوى التي سمعتها صادرة من بعض العلماء الأفاضل هناك كيف ارتضيتم لأنفسكم أن تجيزوا الاستعانة بالكفار بدعوى أن خطر حزب البعث في العراق أخطر من الصليبيين، لو سلمنا بهذا جدلاً، والعراقيون أو البعث في العراق لا يزال بعيداً عن بلاد السعودية والواقع أن الخطر الصليبي حلّ في البلاد السعودية، لكني أتعجب كيف رضوا لأنفسهم أن يجمعوا بين ماذا يقولون؟ بين النقيضين في آنٍ واحد، بين تجويز الاستعانة بالكفار لدفع خطر حزب البعث أن يحل في البلاد السعودية، ورضوا من ناحية أخرى أن يحل في البلاد السعودية حزب البعث السوري، فما الفرق بين حزب البعث السوري والبعث العراقي، والعلماء يقولون: الكفر ملة واحدة، وحزب البعث -أيضاً- ملة واحدة، أليس في هذا أن هؤلاء الذين يسخرون الإعلام السعودي ليسوغوا ضلالتهم الكبرى ألا وهي الاستعانة بدول الكفر لرد الكفر الأكبر في زعمهم وهو البعث العراقي؟ فما بالهم استساغوا أن يحل في ديارهم البعث السوري، أنا أفهم من هذا أن الأمريكان قالت للسعودية: استعيني بكل دولة فلانية والدولة الفلانية ومنها البعث السوري، فقالت ووضعت كلمة لبيك في موضع الكفر، بدل أن يكون هناك في تلك البلاد: لبيك اللهم لبيك، هذا أمر عجيب وعجيب جداً، ما أدري كيف يغفل عن هذه الحقيقة المرة أولئك الأفاضل وبعض الطلاب والدكاترة الذين يقولون إن الشيخ ما يعرف الواقع هناك، طيب أنتم عرفتم الواقع، هل عرفتم أن البعث السوري نزل أرضكم أم لا؟ فإن قلتم لا؟ فمثلكم مثل النعامة،