الصلاة وبطلان الصلاة مع ذلك ما فرق ذلك الخلاف بينهم لأنهم كانوا يعرف بعضهم بعضا أنهم كانوا مخلصين، فهذا يرى مثلا أن لمس المرأة ينقض وذاك يرى أنه لا ينقض وآخر يتوسط: إن كان بشهوة نقض وإن كان بغير شهوة لا ينقض، بل هناك من يرى أن الرجل يجامع زوجته ولا يمني ثم لا يجب عليه الغسل وإنما الوضوء إلى آخره، كل ذلك لم يوقع بينهم الخلاف، وقد سمعت فيما مضى من الجلسات أن ابن مسعود كان يصلي أربع وراء عثمان وهو يرى أنه يخالف السنة وحينما يسأل عن ذلك يقول الخلاف شر، فيجب على هؤلاء أصحاب الصحوة اليوم أن يضعوا نصب أعينهم العمل بعلمهم ومن علمهم أن الخلاف شر على هذا نقول نحن أن التربية ما تحتاج إلى تفصيل وإنما {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة: 105] وبهذا القدر كفاية لا سيما درس ودرس لا يجتمعوا.
(الهدى والنور/779/ 00: 59: 00).