ويحلقون لحيته رغم أنفه، سؤال يتكرر في كل ليلة، ما رأيكم يقولون؟ أقول لهم: ما هو رأييي؟ معروف الحكم الشرعي، «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».
هؤلاء يظلمون المسلمين أكثر من ظلم الكافرين لهم، هؤلاء المسلمون المضطهدون الذين يهاجرون من بعض هذه البلاد التي ابتلي المسلمون فيها بحكامهم يجدون من الحرية الدينية في بلاد الكفر ما لا يجدونه في تلك البلاد، فأقول: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» فإن كنت تستطيع الصبر على ابتعادك عن أوراقك فعليك أن تصبر كما أنت، ما تستطيع الصبر فاصبر حتى هم يحلقون لحيتك مش أنت تحلقها وتتطاوع معهم بعملك أنت، أنت لا تعمل معصية، لكن إذا عملت المعصية رغم أنفك فأنت غير مؤاخذ غير مكلف، وإذا كان المسلمون أصيبوا بمثل هذه المصائب فهي بالنسبة لما أصيب بعض المسلمين القدامى قبل الإسلام وفي أول الإسلام هي أقل مما يصاب به بعض الأفراد من المسلمين، في العهد المكي شكى بعض المسلمين ما يلقونه من اضطهاد وعذاب من المشركين وكأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - شعر بالملل وتسرب اليأس والضعف إلى قلوبهم، فقرأ عليهم الآية السابقة: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 1 - 3]، قال عليه السلام: فشرح لي هذه الآية «كان الرجل ممن قبلكم يأخذها المشركون فيضعون المنشار على رأسه وينشرونه ليرتد عن دينه فما يرتد عن دينه حتى يقع على الأرض قتيلاً»، فهو عليه السلام يقول لأصحابه الذين شكوا إليه ما يلقونه من الضغط هذا الذي أصابكم شيء لا يذكر ولا يقرن مع ما أصاب