خلقة ولن تجد لسنة الله تبديلا، أنه لا بد من اتخاذ الأسباب كما أشار على ذلك رب الأرباب في قولة عز وجل في القرآن الكريم {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة من رباط الخيل ترهبون به عدوا الله وعدوكم} وهنا لا بد لنا من وقفة يسيرة حينما نقرأ هذه الآية الكريمة {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} لا شك أن القوة المذكورة هنا هي القوة المادية ولكن من هم المخاطبون بهذه الآية الكريمة المتضمنة للإعداد للقوة المادية وأعدوا أنتم يا امة محمد بصورة عامة وبصورة خاصة أنتم يا أصحاب محمد أي أنتم أيها المؤمنون حقاً أعدوا القوة المادية فإذاً نستطيع أن نفهم من هذه الآية الكريمة أن هناك قوتين معنوية وهي التي نعنيها حينما نقول لا بد من التربية
والقوة المادية القوة المعنوي في الآية تفهم ضمناً لأنها لم تذكر صراحةً بخلاف القوة الأخرى وهي القوة المادية فهي صريحة أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ترهبون به عدوا الله وعدوكم، وقد أشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى شيء من هذا المعنى إلى أن القوة المذكورة هنا إنما هي القوة المادية حينما قال عليه السلام «ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي ألا أن القوة الرمي» ولكن غرضي من هذا التنبيه ألاّ يسارع كثير من الشباب المؤمن المتحمس هيَّا ربنا يا أخي يأمرنا بإعداد القوة فنقول نحن هذا حق ولكن في لفتة نظر هنا أن هذا الإعداد المأمور به منهم هم المؤمنون حقاً على أن أي جماعة اليوم توجد على وجه الأرض كما جاء في السؤال مثلاً إذا كانت الدولة لا سمح الله ما ادري في هذا السؤال أو الذي بعده إذا كانت الدولة هنا أو هناك في أي مكان من بلاد الإسلام فكل بلاد الإسلام ينبغي أن تُحْكَم بحكم واحد إذا كانت الدولة الحاكمة منعتهم فهل يقومون بالجهاد، هذا سؤال عجيب سؤال لا يدري خطورة هذه المسالة هل يقومون بالجهاد هل هم أعدوا أنفسهم قبل كل شيء