سئل الشيخ عن العمل السياسي
في الجزائر والكويت، فكان جوابه
الشيخ: لكن أنا في اعتقادي أن العاقبة كما قلت بالنسبة إليكم هذا الزمن ليس هو زمن الإشتغال بالسياسة الخارجية وأعني بالسياسة الخارجية الخارجة عن نفس المُكَلّف، وإنما الواجب الاشتغال بالسياسة الداخلية يعني أن يربي الإنسان نفسه وذويه الذين حوله تربية إسلامية قائمة على الفهم الصحيح للإسلام، حتى تتسع هذه الحلقات وتعم كثيراً من سكان تلك البلاد وتترابط بعضها مع بعض عن قريب أو بعد لا ندري كيف تكون الأمور، فتصبح فيما بعد كتلة واحدة ويصير لهم كما في التعبير العصري شعبية للأمة، فتأخذ الدعوة مشروعها الطبيعي في هذا الشعب بحيث أنهم يظهرون بأنهم أقوى جماعة هناك، ولا شك أنه سيأتي يوم تصطدم هذه الجماعة شاؤوا أم أبوا مع الجماعات الأخرى لأنها إن لم تكن مع هذه الجماعة فهي ضدها وإذا اصتطدم الحق مع الباطل انفجر الموقف لا بد حين إذاً ينصر الله من يشاء من عباده، يعني قدوتنا في القضية السيرة النبوية كيف بدأ الرسول - صلى الله عليه وسلم - هنا في الحقيقة نكته عجيبة نبينا صلوات الله عليه الممدود بسبب قوي من السماء - وعليكم السلام - ظل ثلاثة عشر سنة يدعوا المخالفين في مكة يصبر على أذاهم وعلى إذاهم وعلى مشاكستهم، وهو يصلي كما تعلم ألقوا القاذورات على ظهره وقام أبو بكر يدافع عنه قائلا أتقتلون رجلاً يقول ربي الله، نحن ما وقعنا في شيء من هذه المصائب بعد هذه المدة من السنين رأى من الحكمة ونعم ما رأى أن يهاجر فأمر بالهجرة أول مرة على الحبشة وأخرى إليها، ثم هاجر هو بنفسه إلى مكة ومعه بعض الصحابة، وهكذا بدأ الركب يلحق بأميره برئيسها ونبيه وبدأت الدعوى في المدينة المنورة تنشر وارف ظلها على بيوت