مداخلة: وهل نحن يا فضيلة الشيخ مخاطبين بجزئيات أم بالدين كامل الآن حتى نسير إذا رأينا إنسان ندعوه إلى التوحيد بحيث إذا رأيناه يرتكب فاحشة أو منكر لا نقول له لكي في البداية نربيه أم نقيم الحجة عليه؟
الشيخ: معنى كلام هذا الرجل الذي تشير إليه أننا اليوم في العهد المكي وهذا كلام خطير جدا أظن أنه إذا ذُكِّر هو به وتبينت له خطورته تراجع عن دعواه الباطلة لأن معنى هذا الكلام أننا إذا رأينا إنسان لا يصلي ندعه وضلاله رأينا إنسان آخر يزني وكذلك يشرب الخمر إلخ لماذا لأنه هذه الأشياء من المحرمات حُرِّمت في العهد المدني أما العهد المكي فهو تركيز الدعوة حول التوحيد، فعلا ما أظن هذا الإنسان يصل به الجهل والحماقة إلى أن يلتزم هذا الإلزام الذي نُلْزِمُه به لأنه معنى كلامك يا شيخ بأننا نحن الآن في وضع أشبه شيء بالوضع المكي، فنحن لسنا مكلفين بشيء سوى التوحيد، وهذا كفر لا يقول به مسلم إطلاقاً، هذا شيء، والشيء الثاني هل هم صحيح يقومون بالدعوة إلى التوحيد هل هم يعرفون التوحيد، نحن ذكرنا آنفا كلاما موجزاً هم ينكرون على من يبحث في التوحيد إذا ما انطلق معهم، لأن المشكلة عندهم ألا تبحث في موضوع يثير الخلاف بين الحاضرين، ولذلك هو يقول لك إذا كانت دعوتكم دعوة حق كانوا الناس ما نفروا منكم، وهذا دليل من عشرات الأدلة على جهل هؤلاء الناس، ولذلك فهم حينما يخرجون بزعمهم في الدعوة في سبيل الله فهم ما عرفوا سبيل الله، حتى يدعو إليه وكما يقال في الأمثلة القديمة فاقد الشيء لا يعطيه.
لقد جاء في «صحيح مسلم» أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «عُرِضت عليَّ الأمم فرأيت في الأفق سواداً عظيماً، فقلت: ما هذا؟ قال هذا موسى وقومه، يعني اليهود أمة كبيرة جدًّا، فنظر في الجانب الآخر فرأى سواداً أعظم، فسأل عن ذلك، قال هذه أمتك قال عليه السلام، -وهنا الشاهد- ثم عُرِضَ علي النبي ومعه الرهط والرهطان، وعرض عليه الرجل والرجلان، وعرض عليه النبي وليس معه أحد،