الشيخ: أن ... تأمر المؤمنين الذين استعدوا الاستعداد النفسي أو الروحي لأنه يجب عليهم أن يضموا إلى هذا الاستعداد استعداداً آخر وهو الاستعداد المادي السلاحي، ولا شك ولا ريب أن المسلمين لا ينتصرون على أعدائهم لمجرد أخذهم بدون الوسائل المادية لمقابلة القوة بالقوة، وذلك لأن هناك فرقاً كبيراً بين المسلمين والكافرين، فنصر المسلمين لا يشترط فيه أن يكون استعدادهم المادي مساوياً لاستعداد الكفار المادي وإنما يشترط في نصر الله لعباده المؤمنين أن يكون مع استعدادهم المادي قد تقدموا ضمن الاستعداد النفسي أو الروحي أو التربوي، نسميها ما شئنا والعبارات تتعدد والمعنى واحد.
فالكافر لا يؤمن بالله ورسوله ولا يتدين بشريعة الله عز وجل ولا يتخلق بأخلاق نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم -، أما المسلم فلو افترضنا أن أمة مسلمة في زمن ما هي أقوى استعداداً وأمضى سلاحاً من أمة كافرة كذلك لا تستحق النصر من الله عز وجل إلا إذا كانت قد تهيأت ذلك الاستعداد الذي لا يستعده الكفار وهو الاستعداد الروحي كما قلنا، وبإيجاز واختصار الأمر كما قال تعالى: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: 7] فنصر الله لا يكون بمجرد تحقيق أمر واحد كما جاء في تلك الآية، {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] إلى آخرها وإنما يكون بالأخذ وبالتنفيذ والتطبيق لكل الأوامر التي لابد منها حتى يتهيأ المسلمون ويكونون مستحقين لنصر الله تبارك وتعالى لهم على نبيهم.
فإذاً لابد من أن نُقَدِّم بين يدي الاستعداد المادي الاستعداد النفسي وهذا ما نسميه نحن في بعض الكلمات أو المحاضرات بأنه لابد للمسلمين من التصفية والتربية، التصفية هو تصفية الإسلام لما دخل فيه مما هو غريب عنه، والتربية