هنا العبرة الكبرى من هذه الحادثة، العبرة التي قبلها: أنه أنكر عليهم أشياء نحن نراها اليوم موجودة ولا نكير لها، بل إذا أنكرناها نحن أتباع السنة الفعلية والسنة التركية، قالوا: ماذا فيها؟ ما فيها شيء، لماذا؟
لأنهم حكموا عقولهم كما فعل أولئك الدراويش قالوا: ما أردنا إلا الخير، قال: وكم من مريد للخير لا يصيبه، إن محمداً - صلى الله عليه وآله وسلم - حدثنا: «إن أقواماً يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية».
لذلك أنا ناصح لكم إن شاء الله ... عليكم أن تعرفوا السنة التي فعلها الرسول عليه السلام فتفعلونها والتي تركها فتجتنبونها؛ وبذلك تكونون قد قمتم بحق الشهادتين: لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ لأن الشهادة الأولى تعني: ألا تعبد إلا الله، والشهادة الأخرى تعني: ألا تعبد الله إلا بما جاءك به رسول الله، فهما شهادتان وهما توحيدان. هذا أيضاً اصطلاح ولا مؤاخذة، توحيدان: توحيد الله في العبادة، وتوحيد الرسول في الاتباع، فكما أننا لا نعبد مع الله أحداً ولا نشرك به شيئاً كذلك لا نتخذ مع نبينا متبوعاً آخر، فهو متبوعنا لا سواه، وهو ربنا لا نعبد غيره.
وبهذا القدر كفاية، والحمد لله رب العالمين.
(الهدى والنور / 650/ 33: 01: 00)
(الهدى والنور / 650/ 14: 20: 01)