فإنها إذا اجتمعت أحرقت» أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
الشاهد: فكما يقول الفقهاء: من الذنوب الصغائر هي بريد الكبائر، فأنا أقول اقتباساً من قصة ابن مسعود ومما وقع لأولئك المبتدعة: أن البدعة الصغيرة هي بريد للبدعة الكبيرة، هؤلاء أصحاب الحلقات الدراويش هؤلاء ماذا كانوا يفعلون؟
عرفنا بدعتهم كيفية ليست ذكرية؛ لأن هذا الذكر منقول عن الرسول عليه السلام، إلى أين أدت بهم هذه البدعة؟
إلى البدعة الكبرى وهي الخروج على الخليفة الراشد علي بن أبي طالب، حيث قال راوي القصة: فلقد رأينا أولئك الأقوام يقاتلوننا يوم النهروان. يوم النهروان هي المعركة التي وقعت بين علي رضي الله عنه وهو الخليفة الراشد الرابع وبين الخوارج الذين خرجوا على أميري المؤمنين، فقاتلهم علي رضي الله عنه مضطراً؛ لأنهم بدؤوا هم القتال، كيف صار هذا؟
البدعة الصغيرة تؤدي إلى البدعة الكبيرة بطريق أيسر من إيصال الذنب الصغير إلى الذنب الكبير؛ ذلك لأن الذنب الصغير والذنب الكبير يعرف بالنص، أما البدعة الصغيرة والبدعة الكبيرة لا يعرف بالنص وإنما يعرف بالقاعدة: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، «كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار» .. إلى آخره.
فلما يستصغر الإنسان بدعة صغيرة أو يفتح الطريق له إلى بدعة أخرى، وهو ليس عنده ما يميز بين البدعة الصغيرة والكبيرة؛ ولهذا هؤلاء الدراويش الذين كانوا يجتمعون على ماذا؟ على ذكر الله، وإذا بهم في النهاية في نهاية المطاف يجتمعون على الخروج على الخليفة الراشد ألا وهو علي بن أبي طالب.