وسمعوا منه الكلام مباشرة ورأوه منه تطبيقاً عملياً.

اليوم توجد كلمة عصرية، نبغ بها بعض الدعاة الإسلاميين، وهي كلمة جميلة جداً، لكن أجمل منه أن نجعلها حقيقة واقعة، يقولون في محاضراتهم وفي مواعظهم وإرشاداتهم: إنه يجب أن نجعل الإسلام واقعاً يمشي على الأرض. كلام جميل، لكن إذا لم نفهم الإسلام على ضوء فهم السلف الصالح -كما نقول- لا يمكننا أن نحقق هذا الكلام الشافي الجميل، أن نجعل الإسلام حقيقة واقعية تمشي على الأرض، الذين استطاعوا ذلك هم أصحاب الرسول عليه السلام للسببين المذكورين آنفاً: سمعوا الكلام منه مباشرة، فوعوه خير وعي، ثم فيه أمور هناك تحتاج إلى بيان فعل فرأوا الرسول عليه السلام يبين لهم ذلك فعلاً.

وأنا أضرب لكم مثلاً واضحاً جداً: هناك آيات في القرآن الكريم لا يمكن للمسلم أن يفهمها إلا إذا كان عارفاً للسنة التي تُبَيِّن القرآن الكريم، كما قال عز وجل: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44]، مثلاً قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38] الآن هاتوا سيبويه هذا الزمان في اللغة العربية فليفسر لنا هذه الآية الكريمة: {وَالسَّارِقُ} من هو؟ لغة لا يستطيع أن يحدد السارق، واليد ما هي؟ لا يستطيع سيبويه آخر الزمان لا يستطيع أن يعطي الجواب عن هذين السؤالين، من هو السارق الذي يستحق قطع اليد، وما هي اليد التي ينبغي أن تُقْطَع بالنسبة لهذا السارق؟

في اللغة السارق من سرق بيضة فهو سارق، واليد هي هذه، لو قطعت هنا أوهنا أوفي أي مكان فهي يد، لكن الجواب هو في ... الآية السابقة: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44]، الجواب في البيان، فهناك بيان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015