ودائماً القوي هو الذي يؤثر في الضعيف وليس العكس، ولذلك فافترقا تماماً، ومن ملاحظتنا لهذه الملاحظة نحن اليوم لا نرى جواز تزوج المسلم بالكتابية، خاصة إذا كانت كتابية غربية أو أمريكية، والسبب في هذا من نفس القرآن الكريم أولاً، ثم من التفقه المشار إليه في كلامي آنفاً ثانياً، أما القرآن فهو لم يطلق الإذن بزواج المسلم من الكتابية وإنما قيدها بقوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [المائدة: 5]، ولا يخفى على الجميع أن المحصنات إنما تعني هذه الكلمة العفيفات، وأين العفة اليوم في النساء الأوروبيات أو الأمريكيات خلاف القاعدة الآن أن تجد عفيفة في بعض تلك البلاد، هذا خلاف الأصل وكما يقال أيضاً أقول: الإنسان ينسى خاصة إذا بلغ من الكبر عتياً، لكن هناك أشياء لأهميتها لا تنسى أبد الزمان، حدثني رجل من العسكريين الأتراك، هذا طبعاً قبل أربعين أو خمسين سنة وأنا شاب، وأذكر في دكاني في دمشق كان من الجنود الأتراك الذين وصلوا النمسا في الفتوحات العثمانية القديمة، هو كان ضابط، حدثني بأن النمساويين هناك القابلة عندهم، النظام المتبع لديهم أنها حينما تتولى تلقي الجنين من بطن الحامل تنظر إن كانت أنثى فوراً فضت بكارتها؛ لكي لا تعير فيما بعد أن هذه مفضوضة البكارة، يعني أنها مسافحة؛ لأنه معروف مسبقاً أن بكارتها تفض وهي بعد لما سقطت من بطن أمها، لكثرت الفساد والزنا .. إلى آخره، أوحى إليهم الشيطان هذه الوسيلة، فإذاً المحصنات ..
بينهم، ولذلك فنحن لا نشجع الشباب المسلم أن يتزوجوا من الكتابيات اليوم؛ لأن الحقيقة كما سبقت الإشارة آنفاً في مناسبة مضت كما أن المجتمع الإسلامي اليوم في محافظته على الأخلاق الإسلامية دون المستوى الإسلامي الأول، كذلك المجتمع النصراني، صحيح المجتمع النصراني واليهودي كانوا على انحراف كبير جداً، خاصة في العقيدة فيما يتعلق بالتوراة والإنجيل لكن كانوا