الشيخ: أراد الاستيطان في بلاد الكفر.
مداخلة: نعم.
الشيخ: هذا منهي عنه طبعاً، المسلم والمشرك لا تتراءى نارهما قال عليه السلام، أي: لا يتجاوران؛ وذلك لأن المسلم إذا عاش في جو كفر قد يتشرب فيه من عاداتهم ومن تقاليدهم من حيث لا يشعروا، نعم.
جرت لي واقعة .. سافرت مرة إلى بريطانيا مع الشيخ محمد عبد الوهاب البنا ويومئذ كان صيام رمضان، قيل لنا في قرية بعيدة عن لندن يمكن نحو مائتين كيلو متر أن هناك شاب هندي متدين ومتزي بزي الإسلام ملتح فأثنوا عليه خيراً فقصدناه، وجلسنا على مائدة الطعام للإفطار فرأيته قد عقد العقدة هذه التي يسمونها (الجرافيت) فتحدثت مطولاً في موضوع قوله عليه السلام: «من تشبه بقوم فهو منهم» وذكرت ما كان يحضرني يومئذ من الأحاديث التي تنهى عن التشبه بالكفار، فوجدت الرجل قد استجاب فوراً مع أنه يتعشى ورماها أرضاً، بقدر ما سررت من هذه الاستجابة السريعة أسفت حينما سمعت كلامه حول هذه القضية، حيث قال: أنا والله يا أستاذ! إنما أضع هذه فقط لأن هنا من البريطانيين ينظرون إلى إخواننا الفلسطينيين نظرة احتقار؛ لأنهم لا يضعون (الجرافيت) هذه ويضعوا القميص هكذا مفتحاً زر فينظرون إليه نظرة احتقار، لكي لا ينظر الأوربيون إليه هذه النظرة هو وضع هذا العقال، قلت له: سبحان الله! يعني: أنت تتأثر بذوق البريطانيين الكفار وتضع الجرافيت هذه متشبهاً بهم وتأبى أن تتشبه بإخوانك المسلمين.
فالشاهد: أن الاستيطان في بلاد الكفر فيه محاظير كثيرة جداً ...
(الهدى والنور / 79/ 4.: 52: .. )