الإسلامية وسائل لتقريب الشباب إلى الإسلام الذي أصبحوا بعيدين مع الأسف كل البعد عنه، لم يكن هذا من هدي النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وإنما كان هديه هو دعوة الشباب والشيوخ والناس جميعاً إلى عبادة الله تبارك وتعالى وحده لا شريك له، وتذكيرهم بأن هناك حياة أخرى إما نعيماً مقيماً وإما جحيماً وسعيراً؛ وذلك بحسب العمل الصالح أوالعمل الطالح، كما قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [الليل: 5 - 7] أي: الجنة، {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 8 - 10] وهي جهنم، هكذا كان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يذكر أصحابه بالجنة والنار، ويجعل ذلك وسيلة لتقريبهم إلى عبادة الله تبارك وتعالى، فاتُّخِذت اليوم بعضُ الوسائل من بعض الناس تشبُّهاً بأولئك الكفار الذي حذرنا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من أن نتشبه بهم في كثير من الأحاديث الصحيحة المعروفة لدى الحاضرين جميعهم إن شاء الله، منها قول عليه الصلاة والسلام، كما في صحيح البخاري: «لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لودخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله؟ اليهود والنصارى؟ قال: فمن الناس»، وقال عليه الصلاة والسلام في
الحديث الصحيح في مسند أحمد وغيره: «بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يُعبدَ الله وحده لا شريك له وجُعِل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهومنهم».
إن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في الوقت الذي نهى عن التشبه بالكفار فقد حض المسلمين على شيء أسمى وأعلى من ذلك ألا وهوقوله عليه الصلاة والسلام: «إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم» أي: شيبهم، لا يصبغون شعورهم فخالفوهم، هكذا عُنِي النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بالمسلمين ألا يتشبهوا بالكفار، بل وألَّا يشتركوا مع الكفار في شيء لا يملكون فيه إلا الاشتراك، ولكن قد أمر الرسول عليه السلام لمغايرتهم بصبغ الشعر، أعني بالأمر الذي لا يسعهم أن يخالفوهم فيه الشيب،