مداخلة: هاهنا سؤالان: السؤال الأول: هل يدخل المنهج في باب العقيدة أم في باب الأحكام؟ - صلى الله عليه وآله وسلم -
الشيخ: نحن لا يهمنا في الجواب عن هذا السؤال الأمور الاصطلاحية التي طرأت وتطرؤ خاصة في هذا الزمان، فأنا أقول كما قال عليه السلام في حديث خطبة الحاجة التي ذكرتُها آنفاً، وفيها يقول - صلى الله عليه وآله وسلم -: «وخير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -»، وفي الرواية الأخرى: «وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -»، فهدي النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، يجب أن يؤخذ كلاًّ لا نفرق بين الغاية وبين الوسيلة؛ لأن الوسيلة تؤدي إلى الغاية التي شرعها الله عز وجل، فإذا كان هناك وسائل قد بَينَّها الرسول عليه السلام للأمة وأمرهم باتخاذها أو حضهم عليها، فلا يجوز لنا نحن أن نُحْدِث مقابلها وسائل جديدة، ولو كانت هذه الوسائل من الأمور المباحة، ولكننا نتخذها وسيلة لدعوة الأمة إلى الإسلام عامة أو إلى الإسلام بتفاصيله التي جاء بها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، نحن نعلم أنه قد جَدَّ في هذا الزمان مفاهيم جديدة اتخذوها ...
لتقريب الناس إلى الإسلام، واتخذوا هذه الوسائل كأنها غايات يلتزمونها بزعم أنها تقربهم إلى الله زلفى، إنهم يتخذون من الوسائل مثلاً: من الألعاب الحديثة التي ابتلي بها بلادُ الكفر؛ لأنهم هم المقصودون ابتداء بمثل قوله تبارك وتعالى: {اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [الأنعام: 70]، فاتَّبع سبيلَ هؤلاء بعضُ المسلمين الذين زين لهم اللعب بهذه الألعاب الجديدة التي جاءتنا من بلاد الكفر الذين لا دين لهم إلا اللهوواللعب، فاتخذها بعض من ينتمي إلى بعض الأحزاب