أجل السنة، فجميع الذين يأكلون اليوم باليد يخالفون السنة، لأن السنة أن يأكل بثلاث أصابع، فما أرى واحداً من هؤلاء الذين ابتلوا بمخالفة السنة بالأكل باليد ما أرى منهم يوافق السنة بالأكل بثلاثة أصابع من يده، وليس كذلك الذي يأكل بوسيلة مخترعة كأي وسيلة من الوسائل التي تُسَهِّل الصعب وتُقَرِّب البعيد ونحو ذلك. فهذه ليس لها علاقة - كما قلنا في أول الجلسة - بالشريعة وإنما هي مما خلق الله عز وجل لعباده.

فالتشدد في هذه الناحية وقع أولئك فيها، فهم لزاماً عليهم أن يكون لهم عمامة ويكون لهم عذبة، على أنه من الثابت في السنة أن الرسول ما كان دائماً يتعمم، تارة يضع القلنسوة بدون عمامة، وتارة عمامة بدون قلنسوة، وتارة يجمع بينهما، لكن الشيء الظاهر - والذي يشكرون عليه - إذا التقت مع أحدهم تجد فيهم الإخلاص والمودة والمحبة خاصة من بعضهم البعض، مقابل هذا الغلو في التمسك بالسنة يوجد عندهم انحراف خطير جداً في العقيدة، حيث أنهم أشاعرة في ماذا؟ في الصفات، فهم يتأولون آيات الصفات، حتى إن شيخهم هذا له كتاب خاص في تأويل آيات الصفات، وإثبات أن آية: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] هي بمعنى استولى وليس بمعنى استعلى.

فالشاهد: هذا الرجل يعني له حسنات وله انحرافات، مع ذلك الآن في مصر أو ما أدري الحقيقة الآن لأنه أنا أصلي أكثر من عشر سنين ما أتيح لي الذهاب إلى مصر، الذي أعرفه قديماً أنهم كانوا يعدون بالملايين بسبب إخلاص هذا الرجل في دعوته، والانحراف الذي نحن نعده عليه لعله كان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015